تترنح الأراضي الفلسطينية.. إذ إن الحركتين الفلسطينيتين الرئيسيتين -فتح الوطنية وحماس الاسلامية- مستمرتان في الصراع على السلطة في خضم المواجهات الدامية التي توقفت مؤقتا بعد التوصل إلى هدنة هشة، ولا يسمح ميزان القوى في الوقت الراهن بحل الأزمة بواسطة الأسلحة. وذلك لان ميليشيات حماس قوية في قطاع غزة ولكنها غير موجودة في الضفة الغربية حيث تسيطر القوات النظامية التابعة لفتح.
ومنذ انتصار حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير الماضي، فإن السلطة الفلسطينية تعد ذات رأسين، والخلافات عميقة وشاملة بين الحركتين حول الأهداف السياسية ووسائل تحقيق هذه الأهداف، ويدعو رئيس السلطة وحركة فتح، محمود عباس الى الحوار مع اسرائيل للتوصل الى اتفاق متفاوض عليه، قد يتيح ويفتح باب التعايش بين دولتين ولكن متشددي حماس يرفضون هذه الدعوة ولا يقبلون بغير هدنة طويلة الأمد مع عدو يرفضون الاعتراف به في الوقت الحاضر، وبعد عام واحد، طلب أبو مازن من الفلسطينيين لعب دور الحكم في هذا الصراع الداخلي مع حماس. وأعلن اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة لوضع حد لهذا التعايش المستحيل مع حماس ويبدو أن مبادرته واعدة ورحبت بها الدول الغربية التي تعتبر أبو مازن المحاور الوحيد الذي يمكن التفاهم معه إلا أن المبادرة تثير بعض الملاحظات التي تنطوي على القلق أكثر من الأمل. ويُعدُّ الاحتكام إلى الشعب ممارسة جيدة في ديمقراطية راسخة، بيد أن الأراضي الفلسطينية تمر بأسوأ وأخطر أزمة في تاريخها المضطرب، إذ إن السلطة الفلسطينية لا تملك سوى سلطة اسمية وتفرض عليها اسرائيل حصاراً اقتصاديا خانقا، وتحاول الدول الغربية والعربية تخفيف حدة هذا الحصار بتكاليف باهظة، دون نتائج كبيرة وملموسة، وقد سبق للرئيس الفلسطيني الوعد باللجوء إلى الشعب الفلسطيني لاعادة حماس إلى رشدها، إلا أنه تراجع، ربما لعدم تأكده من تحقيق الفوز، وليس من المؤكد الانتصار في الانتخابات المبكرة التي دعا إلى اجرائها ومن ثم فمن الأفضل للحركتين وأد فأس الحرب واللجوء إلى الحوار لحل هذه الأزمة الخطيرة التي تهدد القضية الفلسطينية وتخدم أهداف واستراتيجية الدولة العبرية.
* كاتب ومحلل سياسي فرنسي- نقلاً عن «لوموند» الفرنسية
ترجمة: محمد بشير
ومنذ انتصار حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير الماضي، فإن السلطة الفلسطينية تعد ذات رأسين، والخلافات عميقة وشاملة بين الحركتين حول الأهداف السياسية ووسائل تحقيق هذه الأهداف، ويدعو رئيس السلطة وحركة فتح، محمود عباس الى الحوار مع اسرائيل للتوصل الى اتفاق متفاوض عليه، قد يتيح ويفتح باب التعايش بين دولتين ولكن متشددي حماس يرفضون هذه الدعوة ولا يقبلون بغير هدنة طويلة الأمد مع عدو يرفضون الاعتراف به في الوقت الحاضر، وبعد عام واحد، طلب أبو مازن من الفلسطينيين لعب دور الحكم في هذا الصراع الداخلي مع حماس. وأعلن اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة لوضع حد لهذا التعايش المستحيل مع حماس ويبدو أن مبادرته واعدة ورحبت بها الدول الغربية التي تعتبر أبو مازن المحاور الوحيد الذي يمكن التفاهم معه إلا أن المبادرة تثير بعض الملاحظات التي تنطوي على القلق أكثر من الأمل. ويُعدُّ الاحتكام إلى الشعب ممارسة جيدة في ديمقراطية راسخة، بيد أن الأراضي الفلسطينية تمر بأسوأ وأخطر أزمة في تاريخها المضطرب، إذ إن السلطة الفلسطينية لا تملك سوى سلطة اسمية وتفرض عليها اسرائيل حصاراً اقتصاديا خانقا، وتحاول الدول الغربية والعربية تخفيف حدة هذا الحصار بتكاليف باهظة، دون نتائج كبيرة وملموسة، وقد سبق للرئيس الفلسطيني الوعد باللجوء إلى الشعب الفلسطيني لاعادة حماس إلى رشدها، إلا أنه تراجع، ربما لعدم تأكده من تحقيق الفوز، وليس من المؤكد الانتصار في الانتخابات المبكرة التي دعا إلى اجرائها ومن ثم فمن الأفضل للحركتين وأد فأس الحرب واللجوء إلى الحوار لحل هذه الأزمة الخطيرة التي تهدد القضية الفلسطينية وتخدم أهداف واستراتيجية الدولة العبرية.
* كاتب ومحلل سياسي فرنسي- نقلاً عن «لوموند» الفرنسية
ترجمة: محمد بشير